حكومات لا تشيخ.. بالشباب !

" لا شيئ صعب بالنسبة للشباب "
هذا ما يقولهُ سقراط.. وهذا ما اعتقده ايضًا !

فعندما تنظر لقائمة وزراء السويد.. تتفاجئ بأن الشباب هم من يُديرون اهم الوزارات الحكومية كالصحة والتعليم وغيرها !
ربما صُنع في عقولنا نظرة نمطية، تقول بأن منصب الوزير لا يليق بالشباب.. هو فقط لمن ظهر شيبهُ وكبر عُمره.. بينما المنطق ومن المفترض ان المنصب لمن ظهر إبداعه وكبر علمه وكان لهُ القدرة على صُنع القرار ومسك زمام الامور للأفضل سواء كان في عمر الشباب او ما فوقه..
الشعوب لا تحتاج.. لشهادات الوزير، او فلسفته المُكتسبه، او وضع الخطط وطرح القضايا..
الشعوب تحتاج.. للحلول، للفعل، للتغير !
مرحلة الشباب هي الانسب، للحصول على كرسي الوزير… (وجهة نظر)
تلك الفكرة التي غرستها العادة المقيته في دولنا.. كانت دائما ما تطرح عليّ سؤلًا يصعب علي إجابته ( متى ستكون هُناك حكومة عربية، كحكومة السويد المُزدهرة بالشباب ؟ )
المفارقة العجبية هُنا.. هو اني لم اتوقع في يومٍ من الايام ان تقوم دولةٌ عربية بتمكين الشباب من دخول المجالس الوزارية والتنفيذية.. إلى ان اثبت الخليج العربي لي العكس !
فكانت البداية من الدوحة حينما عيّن سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في ٢٥ يونيو ٢٠١٣ م ابنه الشيخ تميم بن حمد -حفظهم الله- حاكمًا للدولة.. لوهلة لم استطع التصديق بأن خطوة مهمة وجبارة على الصعيد العام تحدث وفي دولة عربية، ولكني لوهلة اخرى سُعدت جدًا..
يليها تعين الملك سلمان سمو الامير محمد بن سلمان -حفظهم الله- وليًا لولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية.. فالامير مُحمد يشغل منصبًا قياديًا مهمًا.. كما هي تطلعات الملك سلمان في ضخ الدماء الشابه في الدولة مما يؤثر إيجابًا على الحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. خطوة إلى هذا اليوم وانا افتخر بها… كمواطن !
ومؤخرًا ما فعله رجل المفاجئات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم… فقبل ايام معدودة قرأت آخر تغريداته التي كان مضمونها انه يُريد تعين وزراءً شباب لتحقيق رؤية الامارات بوصفه لهم :
" للشباب آمال وطموحات.. وقضايا وتحديات .. وبهم تنهض المجتمعات أو تنهار .. وعلى يديهم تتحق الإنجازات .. أو الإخفاقات "
واضاف قائلًا : 
" دولتنا دولة شابة .. قامت على الشباب .. ووصلت للمراكز الأولى عالميا بسببهم ..وهم سر قوتها وسرعتها.. وهم الكنز الذي ندخره للأيام القادمة "
كانت الحيلة اصغر من الطموح.. حيثُ ان حيلتي حينما قرأت تلك التوجهات او بالاصح -القرارت- كانت ضعيفة وما ساعدتني عليه هو "الرتويت" فقط لهذه التغريدات التي كُتبت بماء من ذهب، وستنقش على الحجر في المُستقبل!
اما الطموح فكان السلام عليه وجهًا لوجه، وشكره شكرًا عميقًا لنظرته الثاقبة، وتفكيره السليم، وقيمة الثابته، وتغيره للأفضل… ومن مقالي هذا شكرًا يا رجل "المفاجئات" على حد تعبيري!
المُسعد والاهم في الموضوع، ليس إلقاء الاوامر والتوجهات وكتابتها في تويتر، بل في تنفيذها السريع على ارض الواقع..
حيث انه اتبع كلامة الجوهري بأفعاله الخالده، حينما عُينت حكومة الامارات الثانية عشر بتغير شبه جذري ومميز والذي يصفه سمو الشيخ محمد بن راشد على حسابه في تويتر بقوله :
" التشكيل الجديد هو مرحلة جديدة عنوانها المستقبل .. والشباب.. والسعادة .. وتطوير التعليم.. والتعامل مع التغير المناخي لحماية بيئتنا "

فالشباب يملكون القُدرة على التغيير، لأن الشباب هُم اباء المُستقبل وامهاته، وهم قاداته ورواده…
فعندما تشيخ الحكومات وتوشك على الموت.. يجب إضافة عقّار "الشباب" لتزداد إنتجيتها، وتعود للحياة…
من المفترض ان يكون للشباب يد.. في صنع القرار، وتنفيذه..
ومن المفترض ايضًا.. ان يكون للشباب دورٌ مهم واساسي في تنمية الاوطان وصلاحها..
الشباب كنز يجب ان نستثمره بالطريقة الصحيحة، الشباب سلاح ذو حدين، الشباب قوة وعطاء.. فعلى الحكومات اخذ هذا واكثر في الاعتبار ،فلن تشيخ حكومةٌ، تحمل بين طياتها شبابًا !

تعليقات

المشاركات الشائعة