الحسد مابين الحقيقة.. والوهم!
الحسد وهو : هو تمني زوال النعمة..
ظاهرة طبيعية لا يمكن إنكارها، وصفة بشرية تأصلت مُنذ الوجود..
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء "
مظهر قبح الحسد أنه داء وقع فيه جميع الأمم من قبلنا
فالحسد صفة سيئة، تودي بصاحبها للهلاك.. فعن عيسَى بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ مُسْلِمٌ قَتَلَ كَافِرًا ، ثُمَّ سَدَّدَ وَقَارَبَ ، وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي جَوْفِ مُؤْمِنٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفَيْحُ جَهَنَّمَ ، وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ " .
وعندما نتحدث عن الحسد، فلابد من وجود الحاسد والمحسود..
حيث المفترس والفريسة..
تحوّل الحسد في مجتماعتنا إلى وباء قاتل، وعقّار مسموم.. حيثُ ان البعض يربط جميع ما يحدث معه من امور سيئة بالحسد.. وكأن الحسد ليس بأمر الله وقدرته..!
لذلك كثيرًا ما نرى الفاشلين يعلقون اسباب فشلهم بالحسد والعين.. حتى وإن لم يكن هُناك ما يُحسد عليه.. هُناك الكثير ممن يخاف الحسد، بينما القليل فقط يخاف من الا يكون هُناك ما يُحسد عليه اساسًا!!
نؤمن بالحسد، فالله سُبحانه وتعالى ذكره في القرآن الكريم، والنبي صلى الله عليه وسلم ذكره ايضًا في احاديثه الشريفه.. ولكن الحسد ليس الحاجز الذي يمنعنا من النجاح، او نهاية الطريق للبعض.. ما يجعل احلامنا وطموحتنا تتوقف عند الحسد هي تلك النظرة النمطية التي زُرعت فينا مُنذ الازل.. اصبحنا نعيش فوبيا الحسد داخل انفسنا حتى، وبين اهلنا في منازلنا.. لكُل شيء علاج.. فلا تيأس وتعجل فكرة الحسد تُسيطر عليك!
الله سُبحانه هو الخالق لكل شيء، وبأمره يحدث ويقع كل شيء..
فنحن عندما نؤمن بوجود الحسد بين الناس.. فهذا مما لا شك فيه، لأن الحسد حقيقة واقعة، ولكنه ليس مصيرًا محتومًا.. فالعقلاء فقط هم من يعرفون التعامل مع الحسد جيدًا.. فالله سبحانه وتعالى نزل القرآن بأحسن تنزيل.. حيُث انه قال في كتابه الكريم : " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " (الاية ٨٢ - سورة الإسراء)
… " فيوجد بما يسمى "الرقية الشرعية" وهي فعالة مئة بالمئة.. سواءً من القرآن الكريم، او السنة النبوية.. وفي هذا السياق يعرف العاقل كيف يواجه الحسد.. متحصنًا بالورد اليومي والاذكار..
امّا الجاهل.. فيعتقد ان الحسد، هو النهاية! ، او ان النهاية هي الحسد !
لذلك نجد الفاشل دائمًا ما يربط بين فشله وبين الحسد.. مع انه في معظم الاحيان لا يوُجد ما يحسد عليه !!
وعلى هذا الطريق يستمر هذا الفاشل، وعذره الوحيد اني حُسدت.. واني كُنت وكُنت..
تعليقات
إرسال تعليق