" تقيمي لـ : معرض الفهد روح القيادة "
زيارتي لمعرض " الفهد روح القيادة "
..
قبل شهرين من الان تقريبًا .. كنت أتجول في برنامج التواصل الاجتماعي " الانستقرام " ، وكنتُ أتابع حساب ينشر كل ما هو جديد من الدورات التعليمية ، و في الصفحة الرئيسية وجدت أنهم وضعوا صورة لدورة تتمحور حول الملك فهد – رحمه الله – بعنوان " الفهد روح القيادة "
بداية الامر سُعدت جداً بهذه الدورة و لكن عند فتحي لرابط التسجيل
أكتشفت انها دورة لأولياء الامور أو لمن يرشدون و يعملون في التعليم ..
كالمعلمين و المعلمات وما شابهه هذا ، وهي تركز على بناء من هم تحتهم من أطفال و طلاب بناءً قياديًا يركز على شخصياتهم ، حزنت لاني عرفت أنها دورة تربوية لفئات عمرية معنية !
و لكني لم أفقد الامل .. تمنيت أن يكون مثلها و لكن للشباب أمثالي ..
فبدأ فضولي وشغفي للمعرفة والبحث في الحراك قبل أن أتحرك وبدأت بالبحث فعلاً في نفس الموقع عن تلك الدورة لعلي أجد ضالتي ، و الحمد لله وجدتها بدونِ عناءٍ يُذكر .. وجدت أنهم نظموا دورة أخرى تتحدث عن نفس المحاور التي في الدورة الاولى ، ولكن بمعاير تتناسب مع بيئة الشاب و مسؤولياته .. والمبهر الجميل أنها لم تكن خاصة للشباب فقط ، بل يوجد مقاعد للفتيات أيضا بقاعات و مدربات خاصة لهن .. حقاً سُعدت جدا بما قرأته في الموقع لم أنتظر بل سجلت أسمي بسرعة ، و انتظرت اليوم الموعود بفارغ الصبر ..
لاحظت اهتمامهم الشديد بتذكير المشاركين في الدورة بالرسائل عبر الهاتف والبريد الالكتروني ، فتقريبا تم إرسال ثلاث رسائل نصية للتذكير بالدورة خلال أسبوع ، طبعًا لا يوُجد رسوم للدورة لأنها مجانية !
إلى أن حان موعد حضور الدورة من الساعة الرابعة عصراً وحتى السادسة و النصف .. ولكن من بداية اليوم و انا مستعد تمام الاستعداد إلى أن أتت الساعة الثالثة والنصف بعد صلاة العصر .. وبسبب زحمة السير في الطرقات تأخرت عن الدورة .. حزنت قليلا ولكن لا يوجد مكان لليأس و الإحباط ، دخلت مع المدخل الرئيسي و توجهت للاستقبال فوجدت وجوهاً مبتسمة مرحبة بشوشة ، فأخبرتهم بسبب تأخيري وأرشدوني للقاعة ، اخذت بطاقتي و مذكرة معلومات و اسئلة و دفتر لتدوين الملاحظات وأخيرا ورقة للسحب على جائزة و جلستُ و بدأت بالتفاعل والمشاركة .. استفدت كثيراً إلى جانب متعة المشاركة و إبداء الاراء وسماعها ، ولكن في منتصف الوقت كان هناك وقت راحة مدتهُ تقريباً عشر دقائق فقررت الخروج من قاعة المحاضرة للتجول في المكان ..
و انا أتجول رأيت أشخاص كثيرين حول مدخلٍ لا أعلم ما هو .. فقادني فضولي إلى ذلك المدخل و خطواتي تسابق بعضها .. ذهبت فإذا بي أُستقبل بالبسمات و حفاوة الاستقبال و بشاشة الملامح .. رحبوا بي فسألتهم
ما هذا ؟ فقالوا : معرض " الفهد روح القيادة " فقلت : على ماذا يحتوي ؟
فقالوا : تفضل وأدخل وأكتشف ماذا يحتوي بنفسك !
دخلتُ المكان فإذا بي أرى جمال التنسيق و روعة التنظيم .. تجولت في القليل من أرجاء المعرض ، مر الوقت بسرعة و عندما أتصل بي أحدهم ورأيت هاتفي .. علمت أنه مر من الوقت أكثر من ربع ساعة .. أي ان وقت الراحة أنتهى .. حزنت لأنه يوجد الكثير لأراه في هذا المعرض ، خرجت و انا مسرع للقاعة فوجدتهم قد بدؤوا ، قدمت اعتذاري عن التأخير وجلست .. وبعدما انتهت الدورة وتم تسليم الشهادات التي تُفيد بحضور الدورة ، سألت شاباً كان بجانبي في القاعة عن سبب ارتداءه ثوب أسود .. فلقد لاحظت أن جميع من أبتسم في وجهي من عاملين في المعرض هم يرتدون نفس الثوب الذي يرتديه الشاب حتى أنه نفس النقوش الصفراء التي على جوانب الثوب ! فقال لي : نحن طلاب الجامعات المنظمين للمعرض .. شكرتهم على رقي تعاملهم و ابتسامتهم المليئة بالترحيب والسخاء .. اكتشفت بعد خروجي انه يوجد قاعتين للرجال وقاعتين للنساء والكثير من المدربين والمدربات .. طبعاً أجزم بأني كُنت أصغر الحضور ، بعد أنتهاء الدورة كنت أريد الذهاب للمعرض لكي أكمل جولتي فيه فالملك فهد – رحمه الله – شخصية حقاً لن أنساها ولن ينساها التاريخ .. كنت شغوفاً لرؤية كل ما يخصُ الملك فهد وخصوصا الصور واللوحات التشكيلية .. ولكن للأسف أجبرت على الخروج بعد الدورة بسبب ظروف خاصة ، فأقسمت أن أزورهُ مرة أخرى لإكمال جولتي .. والحمد لله ذهبت لهُ مرة أخرى مع أصدقائي و التقطت اجمل الصور ..
عند التقاطي لأخر صورة لسيارة كانت من مقتنيات الملك الراحل ، كان بجانبها أحد الطلاب المنظمين وكان يظهر في نطاق الصورة .. فقلت لهُ مازحًا : أتريد أن ألتقط لك صورة يبدو عليك الاصرار في ذلك ؟ فضحك وقال : لا .. فقلت : لا تخف سأمسحُها فضحكنا و التقطت الصورة فقلت له و انا ذاهب للباب الخروج .. أشكركم جميعا على رقي تعاملك ودفء ابتساماتكم وجمال عملكم .. فقال : شكراً لك ولكن هل لي بطلب .. فقلتُ نعم فقال : أريدك ان تقيم المعرض من هناك ، وذهبت لكي أقيمه وكان تقيمي له ممتاز جداً .
معرض جميل، ونتمنى إقامة مثل هالمعارض في باقي مناطق المملكة والدول المجاورة.
ردحذف