سوريا : ساحة للمعارك الدولية !


ما حدّث قبل ايام في سورّيا من خلاف بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط الطائرة الروسية.. لا يدّل إلا على شيء واضح الا وهو ان سوريا اليوم تحولت من محور قضية إلى ساحة قضايا بين العالم !
كمّا يدل ايضًا دلالة واضحة، ان الشعوب دائمًا ما تكون هي "الضحية" او "كبش الفداء" لهذه الحروب الكافرة، فالشعب دائما هو من يدفع الثمن غاليًا..
وهو من يواجه ردة الفعل، فكما ينص قانون نيوتن "لكل قوة فعل قوة رد معاكسة" الحكومات هي التي تطلق الفعل، والرد ينعكس على شعوبها !
والدليل ما نراه اليوم جراء الخلاف الروسي-التركي وإنعكاس اثارة السلبية على الشعب التركي بفرض العقوبات الروسية.. في قَطع جميع اواصل الاقتصاد، التي اثرت بدورها على المواطن ذا الدخل المتوسط والمحدود !
إضافة لهذه الدلالات ، انّ ما يحدث في سوريا مُجرد لُعبة سياسية لم يتم صنعها جيدًا لذلك نحن نرى نتائجها العكسية..
فالالعاب تُصنع للمرح، غير ان هذه المرة صُنعت لغرض المرح ومايتبعه من تغير.. ولكن اللعبة لم تُصنع جيدًا فخرجت عن نطاق السيطرة ولم تعد حكرًا على من صنعها فاليوم الجميع يستطيع إضافة التعديلات والتغيرات عليها بُغية السطيرة عليها.. امّا الشعب ( الإنساني ) عامةً والشعب السوري خاصة لا يريد غير إيقاف هذه اللعبة او بالاصح فناءها !
ولكن السؤال : هل يوُجد تعويذة لإبطال مفعول هذه اللعبة، او هل يوُجد زر لإيقافها؟ وإن وجد في اي جُزء منها يقع هذا الزر !!
الشعب السوري مُشرد في كل مكان حول العالم.. ما بين الشوارع والازقه، ومداخل ومخارج المدن، والمخيمات او بالاصح (المشردات) باختلاف اسمائها إلا ان المعاناة - واحدة - !
الشعب يتسرّب خارج الدولة لتصبح شبه فارغة من اشكال الحياة، فتتحول هذه الدولة لشكل من اشكال الموت بجعلها ساحة معركة بين الدول والاحزاب السياسية والدينية..
والحل ؟
هاهم في كل مكان.. الازمة في تفاقهم كبير !
اليوم لم يعد "إعراب القلق" ذا اهمية، او تلك الاجتماعات والقمم والمؤتمرات المُزيفة بأجمل العبارات شيئًا ذا قيمة !
هل تُريد الدليل عزيزي القارئ ؟ حسنًا لو ان إعراب السيد بي كي مون عن قلقة جراء ما يحدث في سوريا ذا اهمية لماذا لا نرى هذه الاهمية في ارض الواقع، في تغير الاحداث، او مجرى الامور حتى !
حسنًا تلك المؤتمرات او الاجتماعات بإختلاف اسمائها إلا ان هدفها واحد لو ان لها قمية وهدف حقيقي.. لشعرنا به على ارض الواقع ولكن الحقيقة ان شعورنا الوحيد هو في عباراتهم الرنانة وشعاراتهم العميقة نقيضة افعالهم السطحية !
امّا على الارض فلا شيء يحدث.. بل ان الامور تزداد سوءً، والإختلافات.. عذرًا اقصد ( المؤتمرات ) لا تنتهي على واقع جديد، بل بنفس الواقع واسوء ومن خلاف.. عذرًا للمرة الثانية اقصد من ( مؤتمر ) في ( مؤتمر ) ومن ( خلاف ) في ( خلاف ) -هذه المرة انا اقصد الخلاف فعلًا - وهكذا على مدار العام.. والازمة كما يراها الكفيف مرّ على وجودها في هذا العالم ست سنوات تقريبًا ليست وليدة اللحظة، او اليوم ، او الشهر او العام… ستة اعوام يا من تُفكرون يا من تُديرون ويا من تدعّون انكم اصدقاء لسوريا !
سوريا يا اصدقائها ماتت كلامًا من كلامكم.. كلامكم المعسول يقتلها سُمًا !
توقفوا عن الكلام السطحي.. فل نكن اعمق، اعمق مما نحن عليه..
الشعب يُريد سوريته، يُريد ارضه، يريد حياته التي سُلبت منه.. يكفيه والله كلامًا، ومؤتمراتٍ، وخلافات سُلطة، وحروبٌ كافرة ، فجميع الابواب مُغلقة في وجهه جميع الدول تَمن في استقبالها لهذا الشعب الصبور والمعطاء والشجاع !
فليضحك التاريخ على هذهِ الحقبة من الزمن، فما انا مُتأكد منه انه من العيب على البشرية ان تكون هُناك ازمة مثل الازمة السورية تمتد لستة سنوات تقريبًا ولم يُوجد لها حل إلى الان..
مع وجود حزمة كبيرة من السياسين، والمفكرين، والعباقرة.. ولكن يالا الخزي عقول تعمل ولكنها في الحقيقة لا تعمل !
يبدو بأن التطور الذي حدث في العالم.. كان تطورًا عكسيًا الاجهزة تتطور؛ والعقول تتدمر !
ولكن ما هو مؤكد ان العقول التي تعمل في الخفاء هي تسعى جاهدة لتدمير العقول التي تعمل في النور.. إن كان هُناك من يعمل في النور..
ومن المؤكد ايضًا ان هُناك من يسعى لتدمير البشرية عِوضًا عن تطويرها !
نهاية.. سورّيا ليست ساحة للحرب، سورّيا للسورين فدعوها وشئنها -رجاء- إن كان الرجاء يؤثر في قلوبكم الميته .



...



تعليقات

المشاركات الشائعة