#مواقف_مشاري

ذات يوم كُنا في السيارة امام الإشارة ننتظر الضوء الاخضر..

كما هي الحياة الوقت يمضي، والضوء الاخضر يتبع الاحمر وكهذا طوال اليوم !

كان امامنا شاحنة ملابس ولم تتحرك عندمّا اضاءت الإشارة باللون الاخضر.. انتظرنا وانتظرنا ولم تتحرك !

فضغط السائق بوق السيارة لتنبيه صاحب الشاحنة.. المشكلة في اني لا استطيع رؤية ما يعيق الشاحنة من الحركة فربمّا كان هُناك حادث سيارة، او تصادم بسيط وما ادراك ما التصادم او الختش البسيط.. يعني الوقوف ساعات ولو في نصف الشارع وتعطيل حركة السير ومصالح الناس.. كل هذا من اجل ختش بسيط في انتظار إصلاحة بالتأمين !

نعود لمحور القصة.. لم استطع رؤية ما يقف عائقًا امام هذه الشاحنة للحراك.. لذلك قرر السائق بأن ينعطف يمينًا للمضي قدمًا.. ولكن حينما اوشك على الإنعطاف اضاءت الإشارة باللون الاحمر لتعلن توقف السير.. فتوقف السائق إلى حين الضوء الاخضر امّا صاحب الشاحنة الذي كان امامنا انعطف لليسار فتأكدت بأن توقفه كان بسبب حادث اعاقة في الامام..

ولكنه عند انعطافة اتت سيارة ووقفت بجانبه امامًا ، فلم يعد بوسع صاحب الشاحنة إلا الانتظار مثلنا إلى حين الضوء الاخضر.. ولكنه تحرك قليلًا بإتجاه هذه السيارة الفارهه نوعًا ما..

وكانت الشاحنة تتجه لليسار بإتجاه صاحب السيارة.. كانت قريبة جدًا ولكن وما رأيته انا انه لم يصددم بها ، وهذا ما قاله لي السائق ايضًا..

ولكن حين إقترابة بلحظات.. فُتح باب السيارة -باهضة الثمن- ونزل منها شخص -رخيص الثمن- بملامح غاضبة جدًا ومليئة بالحوشيه..

اتجه فورًا للباب الشاحنة وفتحها بكل وقاحة وبدأ بضرب صاحب الشاحنة وهو على كرسي القيادة.. ضربه وضربه واكتفى منه، بعدها أغلق صاحب الشاحنة الباب ورأيته يرفع يده وانا لا اعلم إلى الان ماذا قال وهو يرفع يده.. ولكن الخوف كل الخوف ان تكون دعوة مظلوم لرب العباد وخالقهم !

ركب السيارة ذلك الشيء السيء..

( لا اعلم إلى الان هل يصح ان اصفه بالرجل او الإنسان السيء وانا اظن والله ان فعله لا يمد للإنسانية او الرجولة في اسوء حالتها بشيء؟ )

وتحرك مسرعًا.. وانا اشعر بأن السيارة التي ركبها كانت اغلى منه بالنسبة لي.. !

لأن ما حدث امامي اشعرني بأني اعيش في غابة.. القوي يضرب الضعيف !

او ربمّا واحد من جمهور حضروا لمشاهدة مسرحية هزلية !

او ربمّا حلم سيئًا..

اكتشفت بعدما اضاءت الاشارة باللون الاخضر.. ان وقوف صاحب الشاحنة كان بسبب توقف سياراتين امامه من اجل ختش او صدمة خفيفة إن صح التعبير !

امّا صاحب الشاحنة اخذ المسار الايسر من الطريق بعد ذهاب من وبخه ضربًا.. وانا في قلبي غصّة على المسكين صاحب الشاحنة.. يُضرب دون ردة فعل، وفي سيارته، وبدون سببٍ فعلي يُعاقب عليه.. انا اعتذر بالنيابة لصاحب الشاحنة على ذلك الموقف الهمجي حتى وإن لم يقرئ..

عوضه الله خيرًا واسعد قلبه وجزاه بما صبر خير الجزاء..