لا تسألهم، واسئلني !
كان
هُناك ملعمٌ رائع لطالما اخفى غضبه خلف إبتسامته الجميلة،
ولطالما
اخفت ملامحه الحادة، شخصيتهُ العفوية جدًا !
فملامح
الوجهه لا تتُرجم شخصية صاحبها دائمًا، هُناك من نحكم على نقاء قلبه من اول لقاء
لملامحه الطيبة ثم في اللقاء الثاني نكتشف العكس.. فالملامح ليست مقياسًا حقيقًا
لشخصية الإنسان..
هذا
المُعلم.. الذي كان يمتلك من الطموحات الكثير.. الكثير.. حتى انّ بعضها تحقق
والبعض الآخر لم يتحقق حتى الان..
كان
دائمًا ما يحرصُ على مستوى شرحهِ وما يُقدمه لطلابه.. حتى انهُ لا يأبه في معظم
الاحيان لظرف الزمان والمكان.. كان جل اهتمامه هو إيصال المعلومة للطالب!
غير
ان شرحهُ الرائع.. وشخصيته المُتعاونه، وابتسامته الجميلة.. تُخفي مالله بها
عليم!
فذات
يومٍ وقبل ان اعرف هذا المُعلم.. سمعتهُ وهو يسأل احد طُلابهٍ بنبرة مهزوزة :
"
هل شرحي داخل القاعة الدراسية جيد؟ "
وقتها
لم اعطي إنفعالًا.. لأني لم اعرفهُ بعد.. اجابهُ الطالب بكل ثقة :
"
بل ممُتاز.. ولكن الطلاب لا يعطونك فرصة في معظم الاحيان! "
صمتُ
وقتها.. مع إحساسي بكمية من الإحباط ،وبعضًا من تزعزع الثقة..
ولم
البث كثيرًا حتى جمعني الله مع هذا المعلم في قاعة دٍراسية واحدة!
بدأت
بتلقي المادة العلمية في حصته، كُنت في كل مرة يبدأ الشرح فيها اركز جيدًا لأني
اثق تمامًا.. بأن شرحهُ وتركيزي إن إجتمعا في احد الحصص فسأفهم حتمًا..
ومع
مرور الوقت شعرتُ بأن حصة هذا المعلم مميزة.. مع ان علاقتي معهُ لم تكن عميقةً
جدًا.. بل كانت بسيطة جدًا !
وبعد
إنتهاء فصلٍ دراسيًا كامل من شرحهه.. شعرتُ ان ما تشبعت بهِ من معلومات لم يكن
لها مثيل.. حيثُ اني لم ارى من يلقنها بهذه الطريقة لطلابه..
ولكن
ما يُثبت النجاح هو العداء الدائم.. وكما قيل "لكل ناجحٍ اعداء" ، وبما
ان هذا المعلم ناجح من الدرجة الاولى وُجد من يهاجمه.. بحجة ان شرحهه ليس جيدًا بما
فيه الكفاية.. او انهُ ملعمٌ غير مُتعاون مع طلابه، او ان شخصيتهُ مُغلقة نوعًا
ما..
وجميع
هذه الكلمات لا صحة لها مُجرد (خزعبلاتٍ) تُقال.. من فئةٍ مُثبطة تمد للفشل..
غير
ان هذا المعلم وعلى حالته الصحية التي تتأزم احيانًا.. لم يقف.. بل كان يكمل شرحه
في سيلٍ من الإنتقادات.. حتى اني في معظم الاحيان اشعرُ انه يُجاهد في حرب مشوشة..
لذلك
قررت وقتها ان اكون احد اهم اطراف هذه الحرب، وبدأت بشن كلماتي وإن اطر الموقف
لأفعالي فلن اقف.. شننتُ كلماتي بإتجاه كل من ينتقده، او يظن انهُ مُجرد معلم
جيد.. لم يكن جيدًا.. بل هو (ممتاز) !
هل
تعلمون لماذا ؟
لأن
اداءه الوظيفي.. هو من جعلني احب مادته حتى اني شعرت لوهلة اني اريد دراستها بعمقٍ
اكثر.. لذلك لا تسألهم واسئلني عن مستوالك..
وبعد
سؤالك.. جميع ما كتبتهُ انا كان جاوبي.. لذلك لا تُعاود سؤالك هذا حتى لنفسك..
تعليقات
إرسال تعليق