على ضِفاف الانتظار..
(١)
السذاجة، الانتظار، والحُب.. حلقات لا تكتمل في حياة أحدهم إلا وكونت في جوفه ذكرى رمادية.. مريرة الحال، وطويلة المدى..
(٢)
اصبحتُ اخاف الحُب، لا ارى ان هُناك الكثير ممن يستحقون حُبنا، او مشاعرنا -الصادقة-، فأنا لا اعلم إن كان حُبنا محدودًا بكمية معينة، او انهُ متوفر في جميع الاوقات.. ولكن ما اعرفه ان الله لا يُحب المُسرفين!
(٣)
ذات مرة اخبرتُ احدهم ظنًا مني انهُ يُبادلني نفس المشاعر، بأن نخرج سويةً للإفطار على حسابي في الساعة التاسعة صباحًا.. إنتظرت وقتها وكُنت شغوفًا جدًا، والإبتسامة تشق وجهي من الجهة اليُمنى حتى اليُسرى..
إلى حين مجيء الساعة التاسعة.. وما من احد،
التاسعة والنصف.. لم يطرق الباب احد،
العاشرة ؟ لم يُنادي بأحدٍ على اسمي..
الحادية عشر.. كما هي الساعات من قبلها..
والثانية عشر.. رفع المؤذن صوته بالإذان لصلاة الظهر.. والمكان لا يزال خاليًا ولم يحل احدٌ اخر هذا المحل.. غير ان هذا المكان الخالي، كون في قلبي فجوة خالية..
ومن سذاجتي.. صفحتُ يسيرًا بعد ما اختلفتُ له سبعين عذرًا او اقل، وفي اليوم التالي وبعد الساعة التاسعة كانت إبتسامتي تهدأ، ثم تسكُن، ثم تختفي..
المُشكلة لم تكن في اني لبستُ ثوبي الجديد، او اني تعطرتُ كثيرًا، او اني لم اصُم في إحدى اليومين.. المشكلة هي ان سذاجتي دعتني للإنتظار ثلاثَ ساعةٍ ممتالية!
ومن انتظر يا ترى؟ شخص؟
ألم اتعهد ذات يوم بيني وبين نفسي، الا انتظر احدًا؟ لا بأس ربمّا انتظر معاملة في إحدى الدوائر الحكومية، او انتظر طلبًا في إحدى المطاعم، او ان انتظر نتيجة مسابقةٍ في إحدى المواقع..
ولكن سذاجتي.. جعلتني اُصنف البعض كمُعاملة حكومية، او فاتورة مطعم، او نتيجة مُسابقة..
لا بأس.. يبدو هذا درسًا جيدًا !
(٤)
كُنت انتظر يوم عودتك…
إلى ان حان هذا اليوم، وتمينت انه لم يأتي لأنك فعلًا لم تأتي..
اتيت لي بنفس الجسد، ولكن بروحٍ مُختلفة !
استمر في غيابك،
فلم تعد انت، للأسف !
(٥)
لا تنتظر احدًا، واكتفي بنفسك عن الجميع.
تعليقات
إرسال تعليق