أن ترى العالم من خلال قاعة - GS318


وبعد عراكي الهادئ في قاعة العربي، اواجه عراكي القاسي امام "المسعى"، درج يمتد امتارًا عديدة، يجب عليّ المشي من خلاله الساعة العاشرة صباحًا، للوصول لمبنى اقل ما استطيع وصفه بـ" الكئيب"، حقيقة لا اعلم من سينكرها غير الاكتئاب نفسه والمكتئبون امثالي -احيانًا يعني-، ولحظة لقائي ذلك المبنى الصامت، بجدرانه، وجموده المستفز نوعًا ما، اتوجه للقاعة مباشرة بعد عناء السفر الطويل برعاية "المسعى"، لأتخذ مقعدي في انتظار وصول الدكتور، الذي في الحقيقة هو الآخر صعب الوصف، يشعرك بأنه كما البقية، الا أن تعليقاته لا تفعل ذلك، عميقة، وتحتاج لتفكير، كما أن النقاش معه مخيف نوعًا ما ويحتاج لمرحلة متقدمة من الحذر، خصوصًا وأن بإمكانة هزيمتك بكلمة واحدة. دائما ما يستطيع اضحاكنا بآراءه، ووجهات نظرة، كما أنه لا يخاف التعبير عن رأيه بكل صراحة في حين أن الكثير يخشى ذلك، وهذا اهم ما يعجبني فيه.

لحظة بدأ المحاضرة، تبدأ طقوسي الشخصية في التركيز، محاولًا بذلك رؤية العالم من خلال منظور آخر، أن استشعر فعلًا بأني اكتسب معلومة لم اكن اعرفها من قبل، الا أن اهم ما تعلمته في الحقيقة هو أنه لا يجب أن نعرف كل شيء، كل شيء، واخص بذلك تاريخ العالم! جهلنا في بعض الاحيان نوع من انواع الراحة، بينما تكون معرفتنا في احيان اخرى هي العذاب مجسدًا. كم كان من الصعب على أن اتوجه برأسي المحمل كثيرًا لتلك القاعة التي لطالما كانت معلوماتها، وحقائقها الصارخة بمثابة منفاخ بالون، الذي كان لسوء الحظ يمارس وظيفته بفعالية تامة، وذلك بنفخ البلونات يومًا بعد يوم، ولكن إلى اي حد سوف تستمر تلك البلونات قبل الانفجار؟ إني لا اعلم في الحقيقة ما إن تم إنفجاري ام لا، ربما كان سبب اكتئابي المضاعف هذهِ الايام معرفتي ببعض الحقائق السوداء حول هذا العالم؟ حقيقة العبودية، الرأسمالية، النازية، ومجلس الامم المتحدة، والكثير من الحقائق السوداء هُنا وهناك! وبنهاية تلك المادة، كان يسرني بالفعل أن اكتب على ورقة الاختبار: اهلًا بكم في هذا العالم يا سادة، الذي لسوء شعوري اتجاهه لا اعلم كيفية الخروج منه، او عدم الا إنتماء له.

تعليقات

  1. لا تتعلق ... لا تنتمي ... كن انت ... في جميع المحيطات ... وامشي مع التيار الذي يعجبك ... وابتعد عن التيارات المعاكسة التي قد تبعدك عن مسارك الذي اخترته بنفسك ... تعلم من كل منعطف ... تعلم القدرة على عدم الاهتمام ... تعلم ان توجهه اهتماماتك ... حاول ان تصغر من دائرة المهتمين بهم ... تعلم ... تعلم ان تقرأ ... الكتب ... المواقف ... الناس ... تعلم من نجاحاتك ونجاحات غيرك ... تعلم من مشاكلك ومشاكل غيرك ... والأهم ... ابتعد دوماً عن المتذمرين تماماً ... ولو خسرتهم ... ولا تتوقف عن المضي قدماً ... ابداً

    هذا ما تعلمته، واحببت ان انقله

    ماهي الا رحلة ... مدتها لن تتعدى ال 120 سنة ... ماذا من الممكن ان تفعل في هذه السنين؟ ما السر الحقيقي وراء هذا الاختبار؟ ما الأثر الذي ستتركه عندما ترحل؟
    هذا ما أبحر فيه حالياً ... وأتمنى من ان تصل الى إجابة هذا السؤال ... وتشاركنا تجربتك ومنظورك من خلال كتاباتك الرائعة ... لتلهمنا

    شكراً لك مشاري البرقاوي ولأثرك

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة